
- أن يكون هدفه الأول هو الإسلام ، وأما الطب فهو وسيلة لخدمة هذا الهدف أولاً ، ثم لكسب عيشه في حياته الدنيا ثانياً ، مدركاً بذلك قوله تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [سورة: الذاريات - الآية: 56] .وينبغي أن يدرك حق الإدراك أن مهنته الطبية ـ وإن كانت هي وسيلته للعيش ـ هي رسالة إنسانية بالدرجة الأولى ، فذلك مقتضى من مقتضيات إسلامه، وقد علمه إسلامه خلقاً وسلوكاً واعتقاداً متميزاً في هذا المجال. علمه أن الرزق بيد الله، قال تعالى: ﴿ إِنّ اللّهَ هُوَ الرّزّاقُ ذُو الْقُوّةِ الْمَتِينُ ﴾ [سورة: الذاريات - الآية: 58] ، ولا يجوز للإنسان أن يفقد أخلاقياته الإنسانية طلبا لرزق مقدر عند الله من قبل .
- أن يكون متواضعاً بعلمه, وأن يقوم بواجبه في العطف والرعاية، لأن المرض ضعف ، والضعف موضع اعتبار وتقدير وعطف في المجتمع الإنساني الذي يريده الإسلام فيخالف به مخالفة جذرية مجتمع الغابة .
- أن يكون هذا الطبيب قدوة صحيحة ممثلة للإسلام خير تمثيل بواقعه كله ، فما أسوأ أن ينفصل القول عن العمل ، والواقع عن المثال ، وما أخطر النتائج التي تترتب على مثل هذا الانفصال ، في الدنيا على مرضاه وتلاميذه ومعاونيه في العمل ، وفي الآخرة حيث يكون المقت الشديد عند الله والعياذ بالله.
- أن يحاول قدر ما يسمح له الوقت المعطى للمريض أن يدخل عقله وقلبه المفاهيم الإسلامية الصحيحة " للمرض والشفاء " " والحياة والموت " .. فالمرض ليس لعنة ، وليس بالضرورة عقوبة ، ولكنه ابتلاء تكفير أو رضاء، وهو في الحالين خير ، والطبيب يطمئن القلب ويهدي الجزع ، ويجعل المريض يستشعر قرب الله ورحمته .. والمرض جزء أصيل في كيان الحياة الدنيا لأنه جزء من المعاناة والكدح قال تعالى: ﴿ يَأَيّهَا الإِنسَانُ إِنّكَ كَادِحٌ إِلَىَ رَبّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ ﴾ [سورة: الانشقاق - الآية:6]([1]).
([1]) بتصرف من موقع الطب الإسلامي على الإنترنت www.islamicmedicine.
د.حمدي مسعود فرنسا بعنوان : دور الطبيب المسلم في نشر تعاليم الإسلام .
ليست هناك تعليقات: