مساحة إعلانية

أهلا وسهلا نتشرف بزيارتك وشاركنا بملاحظاتك وشارك ما تراه مناسب ليستفيد منه غيرك ونسأل الله لنا ولك التوفيق وأن يجمعنا جميعا في مستقر رحمته

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

النهي عن إجبار المريض لأكل الطعام أو الشراب حال مرضه بسبب عيافته


النهي عن إجبار المريض لأكل الطعام أو الشراب حال مرضه بسبب عيافته.
نص أحاديث عدم إكراه المريض على الطعام والشراب وتخريجها.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ –رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَامِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ». ([1])
شرح أحاديث عدم إكراه المريض على الطعام والشراب.
«لاتكرهوا» نهي من الاكراه، «مرضاكم» جمع مريض، «على الطعام» أي على تناول الأكل والشرب، «فإن الله تبارك وتعالى يطعمهم ويسقيهم» أي: يمدهم بما يقع موقع الطعام والشراب ويرزقهم صبراً على ألم الجوع والعطش فإن الحياة والقوة من الله حقيقة لا من الطعام ولا الشراب ولا من جهة الصحة.([2])
«لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب» أي على تناول ذلك لأن المريض إذا عافه فذلك لاشتغال طبيعته لمجاهدة مادة المرض أو سقوط شهوته لموت الحار الغريزي وكيفما كان إعطاء الغذاء في هذه الحالة غير لائق، «فإن الله يطعمهم ويسقيهم» أي: يحفظ قواهم ويمدهم بما يقع موقع الطعام والشراب في حفظ الروح وتقويم البدن.([3])
«لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب» ليس معناه ألا نطعم المرضى، وإنما ألا نجبرهم على تناول الطعام، بل يترك لهم تنال ما يرغبون من الطعام.
أما إذا اشتهى المريض شيئاً من الطعام فيعطى ما يشتهيه إلا إذا ذكر أهل الخبرة من الطب أن فيه مضرة عليه فعند ذلك يجب الابتعاد عن مؤكد الضرر([4]) وقد قال صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَادَ رَجُلًا فَقَالَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي فَقَالَ أَشْتَهِي خُبْزَ بُرٍّ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ خُبْزُ بُرٍّ فَلْيَبْعَثْ إِلَى أَخِيهِ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إذَا اشْتَهَى مَرِيضُ أَحَدِكُمْ شَيْئًا فَلْيُطْعِمْهُ».([5])
وفي هذا ما جاء عن علىٍّ أنه دخل عَلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو أرمَدُ، وبَيْنَ يَدَىْ النبي صلى الله عليه وسلم تمرٌ يأكلُه، فقال: «يا علىُّ؛ تشتهِيهِ»؟ وَرَمَى إليه بتمرة، ثم بأُخرى حَتَّى رَمَى إليه سَبْعاً، ثم قال: «حَسْبُكَ يا علىٌ».([6])
ثمرة الأحاديث والشرح.
- نهى الشارع عن إكراه المريض على تناول الطعام والشراب.
- عدم الخوف على المريض عند عيافته للطعام والشراب فإن الله يطعمهم ويسقيهم.
- ينبغي إعطاء المريض ما يشتهي من الطعام إذا لم يكن هنالك فيه ضرر عليه.
بيان الإكتشافات العلمية ووجه الإعجاز العلمي في النص النبوي.
يقول الدكتور كمال المويل([7]) في شرحه لحديث: «لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب»، ليس معناه ألا نطعم المرضى، وإنما ألا نجبرهم على تناول الطعام، بل يترك لهم تنال ما يرغبون من الطعام، وهذا القول النبوي نهي عن أمر يحتمل في الحقيقة، وهو أن من حول المريض، والقائمون على خدمته يحاولون إجبار المريض على تناول الطعام ظناً منهم: أن ذلك يقوي الصحة ويساهم في الشفاء. وحقيقة الأمر ليست كذلك، إذ ثبت في الطبِّ الحديث: أنَّ معظم الأمراض ترافق بنقص الشهية إلى الطعام والرغبة فيه متعلقة بعلم الجهاز الهضمي مرافقاً لمعظم الأمراض فإنَّ إجبار المريض على الطعام يعني: عدم استفادة المريض من الطعام من جهةٍ ثانية. فذلك يسبب عسرة هضم لدى المريض، وهذه تزيد الحالة سوءاً، وتزيد المريض أضراراً بالجسم.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه إذا كان فقدان الرغبة في الطعام أو نقصانها من دلائل المرض، فإنَّ عودة الرغبة إلى الطعام إلى سابق ما كانت عليه قبل المرض هو من دلائل الشفاء.
ومن هنا يستحب أن يكون مقدار الطعام قليلاً، ويحدد هذا المقدار رغبة المريض وشهيته، وأن يكون نوع الطعام سهل الهضم، وسهل الامتصاص أي: يستفاد منه بأقل عمل ممكن من جهاز الهضم، وينطبق ذلك أيضاً على الشراب.([8])
المعدة في كثير من الأمراض لا تحتمل الطعام الزائد أو لا تحتمله مطلقاً فإذا أجبر على تناوله تقزز منه أو سبب له غثياناً أو قيئاً.([9])
ويقول الدكتور أحمد شوقي في حالة امتناع الإنسان عن الطعام، فإن الجسم يستمد الطاقة من الجليكوجين والبروتين والدهون المختزنة بالجسم لذلك نجد المريض الذي يمتنع عن الأكل يقل في الوزن لأن كثيراً من مواد جسمه تستنفد في عمليات الاحتراق بالجسم إلى ثلاثة أشياء:
1- الطاقة الحرارية (مثل الطاقة الناتجة من تناول الطعام).
2- الماء (مثل الماء الذي يشربه).
3- غاز ثاني أكسيد الكربون.
ففي حالة امتناع الإنسان عن الطعام تجد خلايا جسمه الطاقة لها من مواد مختزنة في جسده مما يغذيه وتحدث فيه عمليات احتراق تنتج ماء يسقيه.([10])
أما قوله صلى الله عليه وسلم: «فإن الله يطعمهم ويسقيهم»، ليس معناه: أن الله ينزل على المرضى الطعام والشراب كي يتناولونه، وإنما هي إشارة إلى سر طبيَّ ظل مجهولاً قروناً كثيرة، وتكشف للعلم الحديث.
العلم الطبي الحديث يقول: إن المريض يكسب الطاقة من مصادر داخلية، وهذه المصادر هي:
1ـ استقلاب الغليكوجين المدَّخر في الكبد والعضلات، وهذا المصدر سريع النفاذ، فإذا استمر المريض، تحول الجسم إلى المصدر الثاني.
2ـ استحداث السكر، أي: توليد الغلوكوز من مصادر شحمية وبروتينية، حيث تتحلل البروتينات إلى حموض أمينية، وتتحلل الشحوم إلى حموض شحمية، ومن هنا تنقص الشحوم، وتضمر العضلات عند المريض، وهذا ما يتظاهر خارجياً بالهزال.
على أنه متى عاد المريض إلى رغبته في الطعام قبل المرض يعود الجسم فيدَّخر الغذاء على شكل شحوم وبروتينات، فيكتنز ما تحت الجلد بالشحوم، وتنمو العضلات.([11])
فما توصل إليه العلم الحديث اليوم عن عدم إكراه المريض على تناول الطعام والشراب قد أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم .

([1]) سنن الترمذي ت شاكر (4/ 384)، برقم:2040، أبواب الطب، باب ما جاء لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص (4/ 455) برقم: 8259، بلفظ:" لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فإن الله تعالى يطعمهم ويسقيهم" وقال عنه الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد، رواته كلهم مدنيون ولم يخرجاه وعندنا فيه حديث مالك عن نافع الذي تفرد به محمد بن محمد بن الوليد اليشكري عنه، تعليق الذهبي في التلخيص: صحيح، وهو في سنن ابن ماجه (2/ 1140) برقم:3444، كتاب الطب، باب لا تكرهوا المريض على الطعام. وقال عنه البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (4/ 52) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا بكر بن يونس بن بكير عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فإن الله يطعمهم ويسقيهم ، هذا إسناد حسن بكر بن يونس مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات، رواه الترمذي في الجامع عن أبي كريب عن بكر بن يونس به خلا لفظه الشراب فلذلك أوردته وقال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه انتهى، ورواه الحاكم في المستدرك من طريق أبي كريب عن بكير به ورواه البيهقي عن الحاكم كما رواه الترمذي ورواه البيهقي أيضا من الطريق المذكور كما رواه ابن ماجة سواء وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق بكر بن يونس به ونقل عن ابن عدي أنه لم يرو عن موسى غير بكر بن يونس قال وعامة ما يرويه لا يتابع عليه وقال البخاري منكر الحديث، ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن ابن نمير كإسناد ابن ماجة ومتنه.
([2]) تحفة الأحوذي (6/ 162).
([3]) فيض القدير (6/ 544، 545).
([4]) إعجاز الطب النبوي، عبد الله السيد عبد الحكيم،51، دار الآفاق العربية القاهرة، ط1، 1418ه -1998م.
([5]) سنن ابن ماجه (1/ 463)، برقم: 1439، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض، تعليق محمد فؤاد عبد الباقي: في الزوائد في إسناده صفوان بن هبيرة ذكره ابن حبان في الثقات، وقال النفيلي: لا يتابع على حديثه، وفي تقريب التهذيب لين الحديث، وإسناد الحديث حسن في المتابعات والشواهد رجاله ثقات وصدوقين عدا صفوان بن هبيرة التيمي وهو مقبول، قال عنه أبو حاتم الرازي: شيخ، وقال عنه ابن حجر العسقلاني في التقريب لين الحديث. وجاء في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (4/ 51) هَذَا إِسْنَاد حسن صَفْوَان مُخْتَلف فِيهِ وَأَبُو مكين اسْمه نوح بن ربيعَة. ومصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، لأبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني الشافعي (المتوفى: 840هـ)، المحقق: محمد المنتقى الكشناوي، دار العربية – بيروت، ط2، 1403 هـ..
([6]) كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال (10/ 86)، برقم:28471، علاء الدين علي بن حسام الدين المتقي الهندي البرهان فوري، المحقق: بكري حياني -صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، ط5،1401هـ/1981م، وفي مصنف أبي شيبة بلفظ: «أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ -ص- قِنَاعٌ مِنْ تَمْرٍ، وَعَلِيٌّ مَحْمُومٌ، فَنَبَذَ إِلَيْهِ تَمْرَةً ثُمَّ أُخْرَى، حَتَّى نَاوَلَهُ سَبْعًا، ثُمَّ كَفَّ يَدَهُ» وَقَالَ: «حَسْبُكَ». مصنف ابن أبي شيبة (5/ 57)، برقم:23667 اسم الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي، ت: 235هـ، المحقق: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد - الرياض، ط1، 1409ه، عدد الأجزاء: 7، والحديث ضعيف لإن في سنده: محمد بن صالح بن الوليد وهو مجهول الحال..
([7]) د. كمال المويل، سوري الجنسية، معاصر، له عدد من المؤلفات مثل: الإعجاز الطبي في السنة النبوية، آيات طبية في القرآن الكريم.
([8]) الإعجاز الطبي في السنة النبوية. د. كمال المويل، 169 وما بعدها بتصرف -دار ابن كثير- دمشق.
([9]) الطب النبوي والعلم الحديث، د. محمود ناظم النسيمي، 3/303.
([10]) المعارف الطبية في ضوء القرآن والسنة، د. أحمد شوقي إبراهيم،104.
([11]) الإعجاز الطبي في السنة النبوية- تأليف الدكتور: كمال المويل، 172، 173-دار ابن كثير-دمشق، ط2، 1426ه-2005م.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: الإعجاز العلمي والطب النبوي 2016 © تصميم : كن مدون